Monday, January 28, 2019

مصر: ما أبرز مشكلات التعليم؟ وكيف يمكن حلها؟

كما بدأ يتكشف للعلماء أثر البيئة الدقيقة للأمعاء على السلوك. وتشير دراسات، أجري أغلبها على الحيوان، إلى أن ميكروبات بعينها بالأمعاء قد تؤثر في كيمياء المخ وتنعكس على السلوك لتجعل الحيوان يتصرف بشكل اجتماعي أكثر.
وعلى الجانب الآخر، تراجع السلوك الاجتماعي للحيوانات الخالية من الجراثيم التي نشأت في بيئة معقمة من الميكروبات. وتقول جونسون إن الباحثين أمكنهم استعادة السلوك الاجتماعي للحيوان بإضافة أنواع من البكتيريا كالبكتيريا اللبنية العصوية الموجودة باللبن الزبادي.
لم يصل العلم بعد لتحديد ما يمكن وصفه بالبيئة الدقيقة المثالية، ولا يبدو أن الباحثين بصدد ذلك. ولكن هناك إجماعا متناميا على أن العوامل البيئية كالغذاء والمضادات الحيوية تؤثر في تلك البيئة أكثر من الوراثة، وأنه كلما تنوعت البيئة الدقيقة داخلنا كان ذلك أفضل.
وتقول جونسون: "بينما يمكننا تعديل بيئتنا الدقيقة عبر ما نتناول من طعام، يبدو أن الكائنات الدقيقة تعاود حالها بعد برهة من الزمن، ومع ذلك يُنصح بالإكثار من تناول الألياف لتنويع بيئتنا المعوية لارتباط ذلك بالصحة".
ورغم ما توصل إليه العلماء أخيرا في بحوث تلك البيئات، مازال هناك تحديات: منها عدم توافر الوسائل الدقيقة لفحص المورثات بالبكتيريا، و يقول ماكدونالد: "بينما توجد بكتيريا إي كولاي ضارة، فإن هناك منها المحايد والنافع بالأمعاء مما لا تميزه وسائل الكشف الحالية".
ويتابع: "مازال هناك الكثير الذي ستتكشف عنه أبحاث البيئة الدقيقة للأمعاء، وحتى الآن خلصنا لنتائج مدهشة، ولكن رغم تحسن الصحة مازالت البحوث مبدئية ومحدودة والكثير منها على الفئران ولا يمكن تجربته على البشر لعدم توافر معامل الأمان".
ولحين اكتشاف المزيد، تظل نصيحة أغلب العلماء هي الإكثار من تناول الخضر.
صعوبات يمر بها قطاع التعليم في مصر وتحديات ربما تكون السبب وراء إعلان المسؤولين المصريين اختيار 2019 كعام للتعليم في البلاد، في مسعى إلى إحداث نقلة نوعية في جودة التعليم.
وكانت مؤشرات المنتدى الاقتصادي العالمي، لعام 2017، قد وضعت مصر في مرتبة متأخرة فيما يتعلق بجودة التعليم الأساسي والعالي، مرتبة أرجعها البعض إلى عدم وضع الحكومات المصرية المتتالية التعليم على سلم أولوياتها لعقود من الزمن.
وفي محاولة لأحداث نقلة نوعية في مجال التعليم، أطلقت وزارة التربية والتعليم المصرية، منذ نحو ثلاثة أشهر، نظام تقييم جديد، تسعى الوزارة من خلاله إلى تغيير أسلوب تقييم الطالب واعتماد وسائل الفهم بدلا من التلقين والحفظ.
ويتبع نظام التعليم الجديد أسلوب الكتاب المفتوح، أي دخول الطالب إلى الامتحان وبرفقته الكتاب الدراسي، والهدف من الاختبار قياس قدرة الطالب على استيعاب وفهم المعلومات وإيجاد حلول بديلة.
وتؤكد الوزارة أن النمط الجديد يعيد صياغة ثقافة التعليم ومفهومه، وسينهي الاعتماد على الدروس الخصوصية والكتب الخارجية.
وتعمل وزارة التعليم على إنجاز مناهج دراسية تقول إنها أعدت بنسبة 95 في المئة بأيد وعقول مصرية، وبتمويل مصري خالص من الموازنة العامة.
لكن مشكلات التعليم في مصر لا تقتصر على المناهج، إذ تعاني المنشآت التعليمية من نقص واضح في أعدادها مما يؤدي إلى تكدس كبير في أعداد الطلاب داخل الفصول الدراسية. ويوجد في مصر نحو 60 ألف مدرسة حكومية، لكن العدد لا يتناسب مطلقا مع أعداد الطلاب. وتُرجع وزارة التعليم المصرية نقص المنشآت إلى عجز في الإمكانيات المالية.
وفيما يتعلق براتب المعلم وتكوينه، يشتكي الكثير من المعلمين من عدم تناسب رواتبهم مع ارتفاع الأسعار ومتطلبات المعيشة، وعدم وجود دورات تدريبية كافية لصقل مهاراتهم.
وتُقر وزارة التربية والتعليم بجدية المشكلات وبأنها تعمل على إعداد دورات تدريبة لصقل مهارات المعلم. أما بالنسبة للأجور، فرغم إقرار وزير التربية والتعليم المصري بعدم تناسب الرواتب مع قيمة المعلم، إلا أنه يشير إلى عدم وجود موارد مالية تسمح للوزارة بزيادة الرواتب.
وبالنسبة للتعليم الفني، يعاني هذا النوع المتخصص من التعليم من إشكاليات، تتمحور بالأساس حول عدم تناسب المناهج التي يدرسها الطالب مع احتياجات سوق العمل. إذ أن كثيرين من خريجي التعليم الفني في مصر يجدون أن المناهج التي درسوها لعدة سنوات لا تؤهلهم للحصول على فرصة عمل. كما يعاني خريجو هذا التعليم من نظرة مجتمعية يغلب عليها الطابع السلبي.
انتظرونا في حلقة خاصة من نقطة حوار، الجمعة 25 يناير/ كانون الثاني، سجلت في مكتبة الإسكندرية، مع وزير التربية والتعليم المصري، يجيب فيها عن أسئلة الطلاب وأولياء الأمور ويتحدث عن استراتيجية الوزارة لتطوير التعليم. تابعونا على شاشة وراديو بي بي سي في تمام الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش.

No comments:

Post a Comment